16 - 08 - 2024

مدينتي الفاضلة| الأخوة ذابح القمص وخاطف مريم

مدينتي الفاضلة| الأخوة ذابح القمص وخاطف مريم

 إعلان "الحقيقة" في جريمة قتل كاهن وفي بلاغ  اتهام بخطف زوجة، هو حق واجب لكل مواطن مصرى، لأن التعتيم يدعم الجريمة ويهدم التنمية.. قاتل القمص أرسانيوس وديد، عاقلا بين أيدي العدالة.. والزوجة الغائبة "مريم" أعادها الأمن واستوفى جوانب التحقيق.. عرفتم واختبرتم القاتل والضحية والجلاد، ومؤكد الممول، وصمتتم!!

 لم نسمع تاكيدا او نفيا للبيان المتعجل عن اختلال القاتل عقليا!! بأي نتيجة أغلقتم محضر "غياب" الزوجة!! صمتكم  يدعم  الشكوك والشائعات والجريمة، بل يؤجج العنف.. سكين الارهابي نهرو - محترف وسوابق عنف وقتل - التي انغرست في رقبة الكاهن، تؤكد ان منابع وإمدادات التطرف مفتوحة تتدفق!! وأن خطة 2014 لتنقية الخطاب الدينى فشلت.

تختفي مصرية – غالبا مسيحية!- وتتوقف سرعة استعادتها على استماتة أهلها!! اختفت مريم وطفلتها يوم 5/4، أبلغت أسرتها أنها مخطوفة وأرشدت عمن اتهمتهم، أيام ولجأت للحشد بوقفات احتجاجية، استغاثات، فضائيات ووسائل التواصل، ومناشدة للبابا تواضروس بعد إصداره بيان اعلان استشهاد القمص.. خمسة أيام وينتشر فيديو موجه من مريم للأمن طالبة حمايتها من أسرتها، معلنة إسلامها بشهادة من دار الافتاء مؤرخة نفس يوم اختفائها من بنى سويف!! لتنفح أبواق الشجب والتشكيك والتكذيب وتوزيع الاتهامات على الأمن والكنيسة!! محصلتها حالة خوف وعدم أمان.. وإلقاء الحجارة على الكنيسة التي لا تسمح عقيدتها بالطلاق إلا لعلة الزنا، فتدفع بالمعذبات للهرب من حياة تعسة، إلى حب مرفوض.. يحسمها البابا تواضروس بتوجيه رسالة للأمن في خطبتة الاسبوعية على الهواء، طالبا إعلان الحقائق أيا كانت.

أما الملف الشائك، فهو اختفاء القاصرات، ثم عثور الأمن عليهن بمجرد بلوغ سن 18، ليتم إعلان الأهل وحفظ المحضر.. فلا جريمة ولا عقاب!! لا خطف ولا إغواء، بل نصائح بالكتمان لحجب الفضيحة!! يعقبها تكرار متماثل، باختلاف الأسماء والصور والعناوين!!    

من سنوات تلقيت في بريدى الالكتروني مسودة كتاب من مجهول، عنوانه اعترافات أحد المٌكلفين بالتغرير بالقاصرات، تجنبته حينها دون خفوت صدمتى.. ادعى أنه صيدلي، لوسامته جندوه لإغواء زبوناته من القاصرات، ذوات المستوى الاجتماعي والعلمي ودرجة التدين!! ليعظم ثوابه، وأجره المادي!! حكي انه لم يفشل أبدا بعد تدريبه على مهارات الإغواء، وأساليب التوجيه وتوقيت الاقتناص، ينجذبن لحسن أخلاقه، وتسامحه الديني، وخجله في مدح جمالهن واخلاقهن!! تستجيب القاصرة فيتراجع رفقا بالحبيبة من النبذ المحتمل!! يجمعهما ألم الفراق، لينتصر الحب بقرار الهروب للزواج وفرض الأمر الواقع!! يقول أنه أغوى العشرات مقابل عشرة آلاف جنيها عن الضحية،  لكن آخرهن جلدت ضميره!! هربت معه ليستضيفها بالشقة الفاخرة المعزولة عن العمران، يعتذر عن تغيير دينه، ويترجاها هي التضحية بدينها كشرط والده لاحتفاظه بالصيدلية والشقة، والتحجب يوم عقد القران فقط.. تزوجها يوما ثم أتي بزوجته المنتقبة وأطفاله، واثقا من رفضها قبول الحياة معهم وخدمتهم، ويأمرها بتوفير ثمن لقمتها تنفيذا لمخطط تسليمها لمن كلفوه!! يراها بالصدفة بعد أسابيع، يذهله بؤسها ومهانة تنظيف دورات المياه مقابل إيوائها مع الهاربات!! رأى ضحيته طالبة الجامعة الأمريكية، سليلة الرقي والمناصب، مذلولة محطمة شبه واعية!! ندم وتاب واعترف لأسرتها مصمما على إنقاذها، ضربوه وطردوه لكنه نجح في إقناعهم بقبولها، ثم هرب من مصر.. ليكتب ناصحا الفتيات بالحذر من زميلات الدراسة فبعضهن مٌجندات، وأول خيوط الشبكة هو سوء التفاهم مع الأهل.. مناشدا الأهل التصميم على استعادة بناتهن، مؤكدا انه لم تنج ضحية إلا بقوة ضغط الأهل!!

السعودية صدرت لنا السلفية وتعافت منها بأمر الملك وبأمر المصالح.. ولن يتعافى وطني إلا بقوة القانون، والمواجهة.. والأهم فصل الدين عن الدولة، بحذف خانة الديانة من بطاقة الرقم القومى.. وإلغاء التمييز في التعليم. 

المتطرفون هم ضحايا قصور الدولة في تجفيف منابع الارهاب.. اختبار سلامة فكر المعلم قبل تعيينه في مسابقة ال30 ألفا، مع تنقية المناهج الأساسية (اللغة العربية، التاريخ، الدراسات)، المفخخة بأفكار ونصوص تدعم التمييز.. توحيد حصة الدين بالتعليم الأساسي لتأسيس المواطنة، حصة الدين لشرح روح نصوص الأديان.. وامتحان الدين لتقييم  نجاح المعلم في التربية، والتلميذ في الأخلاق.

غزوة المتطرفين للإعلام أيام مبارك أسدلت على مصر غيمة سوداء من فتاوى كراهية الآخر وتكفيره، وتسطيح وتغييب العقول بالطاعة العمياء لدعاة مأجورين، هم دواعش بثياب حملان وألسنة حيات وعقارب، ينهشون عقولا جائعة تستجدي صكوك غفرانهم!! 

نهرو قاتل الكاهن مواليد مزارع الارهاب، مٌسجل شديد التطرف، سوابق قتل وادعاء جنون..أشار بيان النيابة العامة إلى سؤاله في التحقيقات عن دراسته الجامعية ومناقشته في الكتب التي يقرأها.. نشر حوار التحقيقات هو كشاف نور للنفق المظلم. 

------------------------

بقلم: منى ثابت 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات اخرى للكاتب

مدينتي الفاضلة | مين قطع النور عن مين؟!